مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 4/15/2022 03:54:00 م
قصة الأرض التي قتلت صاحبها -الجزء الأول- تصميم وفاء المؤذن
قصة الأرض التي قتلت صاحبها -الجزء الأول
 تصميم وفاء المؤذن
الدول العربية غالباً تتم تربية الشبان فيها على أنّهم الآمرون الناهون على الفتيات، متناسين أنَّ الله تعالى كرّم المرأة وأعزها، ولكن مع هذا الكلام نرى أغلب العائلات تعمل على تكسير مجاذيف المرأة، فنرى أن حقوقها مسلوبة من قبل والدها وأخوتها، وعندما تتزوج يتحول هذا السلب إلى زوجها، فيضعف من شخصيتها ويعاملها بقسوة، وحتى أنَّ البعض يحرم الإناث من |حقها الشرعي| بميراث والديها.

وطبعاً لكل قاعدة استثناء التقدم والتطوير الذي يشهده العالم، جعل الفكر البشري منفتح بعض الشيء، فالأن هذه الأمور أصبحت محصورة ضمن دائرة صغيرة للعائلات المتخلفة.

قصّة الليلة سنرى بها الغرائب والعجائب، فكره الأخت لأخيها بسبب الظلم الذي تعانيه منه، قدّ يجعلها تفعل أسوء الأمور من أجل التخلص منه، فما بالك إن كان هناك محرّض من أجل زيادة كمية الحقد والغّل بداخلها، فما هي النتائج التي يمكن التوصل إليها بتنفيذ الخطط؟، لنتابع معاً أحداث هذه القصة لنعلم ما العبرة المرجوة منها بالجزء الأخير.

في الأراضي القطرية بعام 2016 بطل قصتنا يدعى رشيد

 يبلغ من العمر20 ربيعاً، ويعمل في مستشفى الدوحة كرجل أمن، ومن المعروف أنَّ الشبان بهذا العمر يريدون أن يلفتوا الأنظار إليهم بشتى الوسائل، وصديقنا رشيد كان من هذا النوع فهو يحب الظهور أمام الجميع.

مرّت الأيام وإذ بفتاة جميلة ذات قوام رائع طويلة القامة لها عينتان براقتين، أتت الى هذا المستشفى من أجل مراجعة العيادات الخارجية، وبدأت تسأل كل من تراه وتستفسر عن بعض الأمور، وإذ برشيد يظهر أمامها فسألته عن مكان العيادات.

رشيد لم تحمله قدماه ولم يستوعب عقله أنَّ هذه الفتاة الخلابة تتكلم معه

 فوقع بغرامها على الفور، ومن ثم قام بأخذها إلى المكان الذي تريده، وانتظرها حتى انتهت من المعاينة وقال لها: أنّه يريد أن يأخذ رقمها.

فنظرت إليه على استيحاء ولكنها لم تمانع، وبالفعل تبادلا أرقام الهواتف المحمولة، ومن ثم تركته الفتاة وغادرت إلى منزلها.

بذات الليلة بدا على الفتاة التوتر فهي تعلم أن الشاب سيتصل بها، لذلك قررت الانعزال بغرفتها بحجة أنّها مريضة، وبالفعل بحوالي الساعة 8 اتصل بها رشيد وتبادلا أطراف الحديث، واستمرت المكالمة لساعات فكل واحد منهم عرّف الأخر على نفسه.

وتطورت الأمور بسرعة رهيبة، وكل ليلة كان الشاب والفتاة على موعد مع بعضهما من أجل أن يتحدثا، إلى أن جاء اليوم الذي قرر به رشيد أن يلتقي مع هذه الفتاة خارج أوقات عمله.

لم تمانع وتم الاتفاق على أن يتم اللقاء بأحد فنادق المدينة المعروفة، الفتاة كانت تمتلك جرأة كبيرة، فرشيد بعد أن جلس معها بصالة الفندق طلب منها أن ينتقلا لأحد الغرف من أجل أن يأخذا راحتهما أكثر.

قصة الأرض التي قتلت صاحبها -الجزء الأول- تصميم وفاء المؤذن
قصة الأرض التي قتلت صاحبها -الجزء الأول
 تصميم وفاء المؤذن

إن الله يعلم أنّ النفس أمارة بالسوء

 لذلك حضَّ الرجال والنساء على |الزواج| بالعمر المناسب، بل وأنّه جعل الزواج تكملة لنصف دين كل شريك، فالغرائز لا يمكن التحكم بها ببعض الأحيان.

صديقنا رشيد بعد أن طلب من الفتاة أن تذهب معه لأحد غرف الفنادق كما ذكرنا خرجت الأمور عن السيطرة والموضوع تطور من مجرد كلمات إلى فعل الفاحشة بينه وبين الفتاة، فهي أيضاً بسبب الكلمات المعسولة التي سمعتها من رشيد ضعفت وسلمت نفسها لرشيد.
ولكن بحقيقة الأمر الفتاة كانت تنتمي لعائلة متشددة بعض الشيء، وبالرغم من الجمال الرائع الذي تمتلكه، إلا أنّها مطلقة بعمر ال17 عاماً، وتقطن الأن ببيت والدها الذي توفي منذ أشهر، ويشاركها بالسكن أخيها الذي يتحكم بجميع أفعالها.
فبعد وفاة والديها أصبح هو الآمر الناهي عليها، ولمنعها من الاعتراض عن أي شيء يطلبه منها، كان على الدوام يقوم بضربها وتوجيه الشتائم إليها، فهو ظالم ومستبد بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
حتى أنّها بكثير من الأحيان تدعو الله أن يعود والدها الظالم إلى الحياة، ويأخذ بدلاً منه هذا الأخ المستعبد بدلاً منه، حتى أنَّ الفتاة تمتلك من ورثة أبيها أموال كثيرة، ولكنّه يمنعها من التصرف بها.
رشيد أصبح على دراية ومعرفة بوضع الفتاة الاجتماعي، وهو صدقاً أحبها ومن جهة لأخرى رآها أنها ما زالت صغيرة بالعمر، تمتلك أموال كافية ليعيشا بحياة ذات مستوى مقبول.

لذلك قرر بأحد الأيام أن يفاتحها بالموضوع الذي خطط له كثيراً

 وجهّز كلماته بإحكام وعناية من أجل أن يسردها أمامها، فقال: أنّه يريد أن يتقدم إلى خطبتها بشكل رسمي، وإنه ليس كهؤلاء الشبان الذين يلوذون بالفرار بعد أن يوقعوا الفتاة بشباكهم.
الفتاة أحسّت أن الدنيا لم تعدّ تسعها من الفرحة، فقالت له أنها موافقة على طلبه ومن دون أي شروط، فهي تنتهز أقرب فرصة أيضاً من أجل التخلص من الجو السلبي الذي تعيشه بالمنزل مع أخيها.
ولكن يوجد لديها مشكلة ألا وهي أن أخيها يمنعها من الزواج من كل شاب يتقدم لخطبتها، خوفاً من أن يذهب |ميراث| عائلته إلى غيره وينتقل إلى زوجها وأولادها، فهنا أحسّ رشيد أن الشخص الوحيد الذي يقف بوجه مخططاته المستقبلية هو هذا الشاب.
الفتاة بقصتنا تدعى (طيف) مع مرور الأيام أحبت رشيد حب خيالي، لذلك تجرأ رشيد وقال لها: بما أنك تحبيني وأنا أريد أن أقضي معك بقية حياتي، وفقط العائق الوحيد بطريقي وطريقك هو أخيك، أنا قررت أن أعرض عليك الخطة التالية.
قال أنّه على استعداد تام بأن يخلصها من أخيها، وخاصة أن سلوكياته نحوها سيئة للغاية، فهو مقيّد حريتها ويعتدي عليها بالضرب الدائم، والأن أصبح ثغرة بطريق سعادته لذلك يقوم بفعل ما يلي.
ما الذي يخطط له رشيد؟، وهل ستنجح خططه؟
قصة الأرض التي قتلت صاحبها -الجزء الأول- تصميم وفاء المؤذن
قصة الأرض التي قتلت صاحبها -الجزء الأول
 تصميم وفاء المؤذن
لا أتخيل أنّه يوجد فتاة بهذه الكرة الأرضية مستعدة لأذية أحد من أفراد عائلتها من أجل أن تتمتع هي بسعادتها، فمهما كان حجم |الخلافات| الواقعة بينهم، تبقى الدماء التي تسير بعروقها ذاتها الدماء التي تسير بعروق أخوتها.

لكن على ما يبدو أن صديقتنا (طيف) تحمل وجهة نظر مختلفة

رشيد كشف عن نواياه بأنه سيتخلص من أخيها لطيف ويقدم على قتله، ببداية الأمر امتعضت طيف من طلبه محاولة التظاهر بأنها لا تريد أذية أخيها، ولكن قلبها من الداخل موافق على هذا القرار، وخاصة أن رشيد أقنعها بأسلوبه أن هذه الطريقة هي الطريقة الوحيدة من أجل أن يبقيا معاً.
أخبرها رشيد أنه سيقتله بطريقة تبعد كل الشكوك عنها وعنه، فهو قدّ أمضى أيام وأيام بالتفكير بخطّة محبوكة بإحكام، فقالت له مستفسرة: وما هي هذه الخطة؟.
فأجاب أنه لا ينوي أن يقتله بقطر، وإنما سيقوم باستدراجه الى أراضي المملكة العربية السعودية، وهنا وافقته طيف وبدأت بمساعدته عن طريق تزويده بالمعلومات التي تريدها، فقامت بإعطائه هاتف محمول يحوي على أهم معلومات العائلة، من أرقام الهواتف، إلى تاريخ وفاة وما الطريقة التي مات بها، وحتى جميع |أملاك العائلة| وأماكن تواجدها ليكون على دراية بكل التفاصيل.

وبالفعل ما هي إلا بضع أيام حتى قام رشيد بإجراء اتصال مع أخ طيف

 وقال متحججاً: أنّه موكل عن ميراث والده بالأملاك التي تركها قبل وفاته، وأعطاه بعض المعلومات الخاصة عن والده ليطمئنه ويكسب ثقته، وقال أن هناك أرض بالإحساء شرق السعودية تعود لوالده، وطبعاً رشيد استغل حب الشاب للأموال والأملاك لذلك قرر المسير بهذه القصة المزيفة من أجل استغلال الوقت، بل وأقنعه أن سعر هذه الأرض يبلغ (4 مليون درهم سعودي).
ومن أجل أن يقوم بتسليمه جميع الوثائق والأوراق الرسمية الخاصة بهذه الأرض، وبالإضافة الى نقل ملكيتها من اسم والده المتوفي إلى اسمه، يجب أن يأتي إلى المملكة السعودية من أجل الاتفاق على تفاصيل الدعوى التي سيقيمها.
حب المال يمكن أن يؤدي الى مقتل الأفراد، فالشاب عندما علم أنه يوجد أرض ستصبح عما قريب باسمه وافق على الفور، وفعلاً تم الاتفاق على يوم محدد من أجل السفر والالتقاء بالسعودية ليتم إنهاء الأمور.
اتصل رشيد بطيف من أجل الاتفاق معها على بعض الأمور، فمن أجل أن يخرج رشيد من قطر ويغادر إلى الأراضي السعودية، كان بحاجة إلى شخص يساعده بمهمة مراقبة أخو طيف لحين مغادرته المنطقة، وتمّ تولي هذه المهمة من قبل طيف بمراقبة أخيها.
فهل ستسير الأمور على النحو الذي رسمت لها؟، لنتابع معاً الجزء التالي.
آلاء عبد الرحيم

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.